كتب – ابراهيم قراعة :
"رائد فتحى محمد عبدالفتاح" شاب حلم كثيرا بالحرية، تطلع للهروب من سجن الدولة البوليسية مثل غيره كثيرون خرجوا يوم 25 يناير لكسر قضبان هذا السجن، إلا أن سجانيهم رفضوا إلا أن يدفنوا في التراب قبل أن يروا بأعينهم أحلامهم تتحقق، فاختلطت دماؤهم الطاهرة بتراب البلد الذي خرجوا للدفاع عنه، في وجه نظام رفض أبسط مطالبهم وهي الحرية والعيش بكرامة.
رائد اغتالته رصاصة غدر أطلقها أحد رجال نظام مبارك، رحل تاركا زوجة حزينة وجنينا فى أحشائها، لا أنيس لها إلا دموعها، وحسرة والده الذي يقول:" ابنى استشهد يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير".
وعن آر لحظات رائد يقول والده في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" الإلكترونية " يوم الحادث جلست أنا وابنى لمشاهدة المظاهرات فى التليفزيون عقب صلاة العصر، وكان رائد متحمسا للمشاركة فيها وقام بالخروج للشارع وأثناء التظاهر اغتالته رصاصات الغدر التى أطلقها عليه أحد القناصة لتستقر فى كتفه.
ويواصل الأب المكلوم حديثه ودموعه تنهمر بغزارة " رائد متزوج منذ عام تقريبا، وزوجته تحمل فى أحشائها جنينا لم يخرج للنور بعد، وانتظرت عودة ابنى لمنزله فى المساء لكنه لم يعد قمت بالاتصال به أكثر من مرة لكنه لم يرد، وفى الساعة الواحدة صباحا فوجئت باتصال هاتفى من مستشفى منشية البكرى ووجدته غارقا فى دمائه وتبين إصابته بطلق نارى فى الكتف وأصيب بعده بنزيف حاد".
ويتساءل الأب بحرقة " عن الذنب الذى ارتكبه ابنه غير اشتراكه في المظاهرات، ويضيف " لا يمكن أن يتم إطلاق الرصاص على المتظاهرين لأنهم يطالبون بحقهم فى البلد وحق أبنائهم وتوفير حياة كريمة" .
وأكد الأب أنه تقدم ببلاغ إلى المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام ضد حبيب العادلى وزير الداخلية السابق بصفته وشخصه، ويطالب بمعاقبته واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده، مشيرا إلى أن الوزير المشكو فى حقه هو الذى أصدر لقوات الأمن الأوامر بقتل المتظاهرين دون ذنب.
رائد لم يكن الوحيد الذي خرج للتظاهر وعاد جثة هامدة فغيره كثيرون، احمد محمد محرز أحد أولئك الذين شاركوا رائد نفس الحلم، ولكنه اختلف معه في المصير حيث يرقد حاليا في مستشفى قصر العيني، فقد كان أحد ضحايا السيارة الدبلوماسية التي صدمت كثيرا من المتظاهرين مساء يوم 28 يناير، فخلال عودته من تظاهرة جمعة الغضب بشارع قصر العينى صدمته سيارة أصيب على إثرها بكسر فى الأنف وشرخ بالجمجمة ونزيف داخلى إلا أنه مازال على قيد الحياة.
وفي حديث مع بوابة الوفد قال أحمد: خرجت من منزلى بصحبة أصدقائى للمشاركة فى المظاهرات بميدان التحرير وبعد قضاء يوم كامل فى المظاهرات أطلقت علينا قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى ولتفرقة المتظاهرين الموجودين بالميدان، وفى الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة أثناء السير فى شارع قصر العينى بصحبة أصدقائى فى طريقنا للعودة للمنزل فوجئت بسيارة دبلوماسية بيضاء اللون تقوم بدهس المتظاهرين.
ويضيف وفى الشارع وأنا كنت واحدا منهم وقفزت فوق الرصيف واصطدمت بنا ولم أشعر بنفسى بعدها، ويلتقط أطراف الحديث محمد خالد صديق المصاب ويقول فوجئت أثناء سيرى بالشارع بسيارة بيضاء اللون تقوم بدهس المتظاهرين ولم نشاهد أحمد من الزحام وأثناء استكمال السير على كورنيش المعادى فوجئت بالسيارة التى دهست المتظاهرين تقف فى مدخل أحد الشوارع، وعقب عودتى للمنزل اتصلت بأحمد فى منزله وأخبرتنى والدته أنه لم يعد للمنزل حتى الساعة الواحدة صباحا، وفوجئت باتصال هاتفى فى الصباح من مستشفى قصر العينى يخبرنى بأن أحمد فى المستشفى ومصاب بنزيف فى المخ وكسر فى الجمجمة والأنف.
وتستكمل نعمات محمد حسن والدة المصاب الحديث وتقول محمد فى الفرقة الثالثة بمعهد تعاون ونطالب وزير الصحة بعلاج أحمد على نفقة الدولة، وعلى السرير المقابل يرقد أحمد محمد خليل طالب بكلية السياحة والفنادق الذى أصيب من جراء دهسه بالسيارة الدبلوماسية ويقول فى صوت يغلب عليه التعب إنه شارك فى المظاهرات والآن يتم علاجه على نفقة أسرته ويطالب بتوفير بعض الأدوية غالية الثمن على نفقة الدولة.