Admin Admin
عدد المساهمات : 35 نقاط : 30300 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 10/02/2011 العمر : 58 الموقع : https://khaledfoda.3oloum.com
| موضوع: الفاروق عمر رضي الله عنه الثلاثاء فبراير 22, 2011 3:24 pm | |
| بقلم الدكتور / عائض القرنى
هذه بعض أخبار عمر بن الخطاب فاروق الإسلام ، من المراجع الموثوقة في العدل بين رعيته : وقف عمر يخطب الناس و عليه ثوب طويل فقال : أيها الناس اسمعوا و عوا . فقال سلمان الفارسي رضى الله عنه : و الله لا نسمع و لا نعي . فقال عمر : و لِمَ يا سلمان ؟ قال تلبس ثوبين و تُلبسنا ثوبا . فقال عمر لابنه عبد الله : يا عبد الله قم أجب سلمان . فقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : إنّ أبي رجل طويل فأخذ ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين و وصله بثوبه . فقال سلمان : الآن قل يا أمير المؤمنين نسمع و أأمر نُطع . *********
و قال عمر مرة على المنبر للناس : ما أنتم فاعلون لو حدت على الطريق هكذا ؟ و حرف يده . فقام رجل من آخر الناس و سل سيفه و قال : و الله لو حدت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا . فقال عمر : الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لو حدت على الطريق قومني . *********
و قال له رجل : اتق الله يا عمر . فدمعت عيناه ، و قال : لا خير فيكم إذا لم تقولوها و لا خير في إذا لم أقبلها . و طالب عمر على المنبر بتقليل مهور النساء ، فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول ( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئا ) فقال عمر : أصابت امرأة و أخطأ عمر . *********
يقول ابن عباس : و الله لقد رأيت في قميص عمر و هو خليفة أربع عشرة رقعة . و لهذا حيَّاه الشاعر محمود غنيم ، فقال : * يا من يرى عمرا تكسوه بردته - و الزيتُ أدمٌ له و الكوخُ مأواهُ * يهتز كسرى على كرسيه فرقًا - من خوفه و ملوكُ الروم تخشاهُ *********
* و جاء الهرمزان الوزير الفارسي يبحث عن عمر ، فوجده نائما تحت شجرة عليه قميص مرقع بلا حراسة ، فهزّ الهرمزان رأسه و قال : حكمت فعدلت فأمنت فنمت ، فنظمها حافظ إبراهيم في قوله : * فقال قولة حق أصبحت مثلا - و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها * أمنت لما أقمت العدل بينهمُ - فنمتَ نوم قرير العين هانيها *********
* و قال عمر : و الله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لم تصلح الطريق لها يا عمر ؟ *********
و وجد حلوى عند أطفاله فقال لزوجته : من أين لكم ثمن هذه الحلوى ؟ قالت كنت أوفّر من حصتنا من الدقيق الذي يأتينا من بيت المال ، فقال عمر : توفرين الدقيق و في المسلمين من لا يجد دقيقا ؟ و أخذ الحلوى من أيدي أطفاله و قال ردوها لبيت مال المسلمين ؛ قال حافظ إبراهيم : * لمّا اشتهت زوجه الحلوى فقال لها - من أين لي ثمن الحلوى فأشريها *********
* و تقول زوجته عاتكة : كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم و يجلس يبكي ، فأقول له : ما لك يا أمير المؤمنين ؟ فيقول : توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه و سلم ، و فيهم المسكين و الضعيف و اليتيم و المظلوم ، و أخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة . *********
و قرقر بطنه من الجوع على المنبر عام الرمادة ، فأشار إلى بطنه و قال قرقر أو لا تقرقر و الله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين . *********
و مر بامرأة في خيمة و قد ولدت طفلا و عندها أطفال غيره قد مات أبوهم ، فذهب إلى بيت المال و أحضر دقيقا و زيتا و أوقد لهم النار و صنع لهم العشاء و قدمه ، فقالت المرأة : و الله إنك خيرٌ من عمر بن الخطاب . و قرأ قول الله تعالى ( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) فبكى و قال ما بقي لنا شيء و من بقي له شيء فليطلبه . *********
و ذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس و قال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباسا جميلا إعزازا للإسلام ، فقال : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و مهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله . و كان يطلي إبل الصدقة ، فجاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنا أطلي عنك الإبل ، فقال عمر : أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟ *********
و ذهب مرة خلف أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما و دخل أبو بكر خيمة امرأة مع أطفالها فاختفى عمر و انتظر حتى خرج أبو بكر ثم دخل على المرأة فسألها عن حالها ، فقالت أنا امرأة حسيرة كسيرة و معي عيال و ليس لنا عائل إلا الله . فقال عمر و ماذا يصنع هذا الشيخ الذي يدخل عليكم ؟ قالت يصنع طعامنا و يكنس بيتنا و يحلب شياهنا و يغسل ثيابنا . فجلس عمر يبكي و يقول : أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر . *********
و مر في سكة المدينة ليلا فسمع بائعة لبن تقول لابنتها امزجيه بالماء ليكثر فإن عمر لا يدري ، فقالت الفتاة : لكن الله يدري . فعرف عمر البيت و خطب الفتاة لابنه عاصم ، و كان من ذريتها الخليفة الزاهد العادل المجدّد عمر بن عبد العزيز . *********
و لما أصاب القحط المدينة كان يدور بين الخيام و جفنة الطعام على رأسه يوزعه بين الفقراء . و طلب عام القحط من الأعراب و الفقراء أن يسكنوا في ضواحي المدينة و نصب لهم خياما و قال إما نحيا سويَّا أو نموت سويَّا . *********
و جاءه رجل و قال يا أمير المؤمنين لو أوصيت بالخلافة لابنك عبد الله فإنه أهلٌ لها فقال عمر : كذبت قاتلك الله اُشهد الله على مقتك كيف أوصي بالخلافة إليه و في المسلمين من هو خير منه ؟ *********
و شكا إليه قبطي من مصر ابن أميرها ، محمد بن عمرو بن العاص ، يقول القبطي : سابقته بفرسي يا أمير المؤمنين فسبقته فضربني و قال أتسبقني و أنا ابن الأكرمين ؟ فدعا عمر محمدا و بطحه و جلده و قال : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ *********
انظر كتاب أخبار عمر للطنطاوي و عمر بن الخطاب للصلاّبي و البداية و النهاية لابن كثير __________________
| |
|